الجاهلي، أو كثرته المطلقة لا تمثل شيئاً، ولا تدل على شيء، وسنناقشه في تلك الفصول حتى لا يبقى بيده سوى أن في الشعر الجاهلي تزويراً، وهو ما لا يختلف فيه القديم والجديد، أما أن يكون التزوير قد استحوذ على الشعر الجاهلي بأسره، أو أتى على الكثرة المطلقة؛ بحيث يكون الصحيح قليلاً جداً لا يمثل شيئاً، ولا يدل على شيء، فدعوى لا تتكئ على رواية، ولا يقوم بجانبها برهان.
* مس شعور الأمة المسلمة:
قال المؤلف في (ص ٧): "وأن أقدّر النتائج الخطرة لهذه النظرية، ولكني مع ذلك لا أتردد في إثباتها وإذاعتها".
ليس لهذه النظرية من نتائج خطرة لو أن المؤلف تحدث عن نشأتها، وأتى على الوجوه التي لفتت نظر (مرغليوث) إليها، ثم إن شاء زاد عليها ما يراه مؤكداً لها، أو منقحاً لبعض أطرافها. والدليل على أن النظرية في نفسها لا تأتي بنتائج خطرة: أن إنكار الناس لم يتوجه إلى أصلها، وإنما هو إنكار هاجته أقواله المقتضبة لمسِّ شعور الأمة المسلمة، ونوع آخر من الإنكار أثاره في نفوس بعض الكتّاب أن رأوا المؤلف يضع يده على نظرية لم يهبها له مخترعها.
* إنكاره شعر امرئ القيس:
قال المؤلف في (ص ٧): "ولا أضعف أن أعلن إليك وإلى غيرك من القراء: أن ما تقرؤه على أنه شعر امرئ القيس، أو طرفة، أو ابن كلثوم، أو عنترة ليس من هؤلاء الناس في شيء".
يقول المؤلف هنا: إن ما يقرأ على أنه شعر لهؤلاء الشعراء الذين من