فقد قضت هذه المجلة سنتها العشرين، وهي تسير في الطريق الوسط، تتحرى به الحقائق، ولا تضع قلماً إلا فيما يرضي الخالق، وستستمر بتوفيق الله -جل شأنه- على هذه السيرة التي حمدها قراؤها، لاهجةً بحمده تعالى على أن سدد خطاها، وناطقة بشكر من أمدوها بمنشآت قرائحهم، فثبتوا قدمها بين عواصف من المثبطات، كادت تقطعها عن جهاد هو أعذب مواردها، وأعز مناها، والحياة ليل دامس، وسراجها الوهاج إنما هي الدعوة إلى الحق في ثبات، والمسارعة إلى الخير في إخلاص.
نحمدك اللهم على أن هديتنا سبيل السعادة، وجعلت جزاء الذين أحسنوا الحسنى وزيادة، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد الداعي بأبلغ حجة إلى أقوم محجة، وعلى آله المهتدين، وأصحابه المجتهدين.
أما بعد:
فقد قضت هذه المجلة اثنتين وعشرين حجة وهي تؤيد الحق، وتكافح الباطل، وثابرت على الدعوة إلى الخير في العسر واليسر، حتى قطعت تلك السنين التي شأنها أن تذهل الأفكار، وتجعلها على مواصلة الدعوة في شغل، وستستمر على خطتها ما أمدها الله بقوة، مردِّدة شكر أولئك العلماء والأدباء
(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الأول من المجلد الثاني والعشرين.