للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما غذِّى به العقول من علم وحكمة.

* تأبين الدكتور ستومو (١):

إن في الموت والحياة لعبرة، ولكن أين المعتبِر؟ روح ينزل من علا، ويتصل بجسد مصور من طين وماء، فإذا العقل يفكر، واللسان ينطق، واليد تعمل.

يتصل الروح بالجسد إلى أجل مسمى:

يجوز أن تبطئ المنايا ... والخلد في الدهر لا يجوز

حتى إذا جاء الأجل، صعدت الروح إلى السماء، ونزل الجسد إلى باطن الثرى:

نور تردد في طين إلى أجل ... فانحار علواً وخلَّى الطين للكفن

والسعادة لمن فكر في رشد، ونطق في صدق، وعمل للكفن في استقامة.

سادتي! ما زلنا نذكر يوماً غير بعيد، يوماً زار فيه هذا النادي زعيم من زعماء الشرق، وألقى في موقفي هذا خطاباً يفيض حماسة وحزناً على ما صار إليه الشرق من وهن واستعباد، خطاباً يدعو إلى تقوية رابطة الإخاء والتعاون بين الشعوب الإسلامية قاطبة، ذلك الخطيب هو الدكتور (ستومو).

فارقنا ذلك الزعيم متقلباً في البلاد حتى عاد إلى وطنه، وقد ترك في قلوبنا أملاً لذيذاً، هو أن يعود إلى النهضة الجاوية، ويزيدها بجهاده قوة،


(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الثاني عشر من المجلد العاشر. أقامت جمعية الأندنوسيين والملاويين بدار جمعية الهداية الإسلامية حفلة تأبين للزعيم الأندنوسي الدكتور ستومو. وألقى الإمام هذه الكلمة.