التقصير في الدفاع، حتى يجر إلى صاحبه عاراً، أو يسيغ لمن بيدهم الأمر أن يصرفوا عنه أنظارهم، ويتركوه في أيدي العدو، يلاقي المهانة أو سوء العذاب.
كان هاشم بن عبد العزيز أحد وزراء محمد بن عبد الرحمن الأموي بالأندلس قائد جيش، ووقع أسيراً في يد العدو، فنسبه الأمير محمد إلى الطيش والاستبداد بالرأي، فقام الوزير الوليد بن عبد الرحمن بن غانم يدافع عنه في مجلس الأمير، ومما قال في الاعتذار عنه:
"إن هاشماً قد استعمل جهده، واستفرغ نصحه، وقضى حق الإقدام، ولم يكن ملاك النصر بيده، فخذله من وثق به، ونكل عنه من كان معه، فلم يزحزح قدمه عن موطن حفاظه، حتى ملك مقبلاً غير مدبر، ومبلياً غير فشل، فجوزي خيراً عن نفسه وعن سلطانه، فإنه لا طريق للملام عليه، وليس عليه ما جنته الحرب القشوم". فأعجب الأمير بكلام الوليد، وأقصر فيما بعد عن تفنيد هاشم، وسعى في تخليصه.
فمن واجبات الدولة أو الأمة: تخليص من يقع في أسر بالوسائل المستطاعة من مال أو غيره، وقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا الواجب بقوله:"فكوا العاني -الأسير-, وأطعموا الجائع، وعودوا المريض".
* تقدير البطولة:
البطل يقف المواقف الخطيرة، ويجود بحياته في دفاع العدوة لتعلو كلمة الحق، وتحيا الأمة حياة الكرامة، فهو جدير بأن يلاقي من الأمة التبجيل والتكريم. وشعور البطل بأنه يعمل لخير أمة تقدر رجالها حق قدرهم، مما يزيد إقباله وثباته على الدفاع قوة، وإذا شعر غيره بهذا التقدير، فقد يقوى