"صاحب مجلة "لواء الإِسلام" بالقاهرة، ووزير سابق، ومن العاملين الصادقين في خدمة الإِسلام بالمال والجهد"(١).
إن الله لا ينزع العلم من صدور العلماء انتزاعاً، ولكن ينزعه بقبض العلماء إليه. ولقد قبض إليه سبحانه في شهر رجب الحرام عالماً يذكره الشرق والغرب، وتذكره المحافل والندوات، تعددت جهات نشاطه، وتنوعت أساليب خدمته للإسلام، فهو المجاهد الذي يجاهد أعداء الإِسلام في تونس، ويقود الثورات عليهم، حتى يحكم عليه بالإعدام، فلا يضعف ذلك من عزيمته، ولا يوهن من شكيمته، بل يستمر متنقلاً في الآفاق، داعياً للإسلام، مدافعاً عنه، يتنقل بين البلاد الأوربية ضاربًا في الأرض، حتى إذا ألقى به الرحيل في أرض فلسطين، اشترك في إنشاء مدرسة (الدعوة والإرشاد)، وكان يتولى التدريس فيها، وتخرج على يديه تلاميذ كثيرون انبثوا في البلاد العربية دعاة مجاهدين.
ولما احتلت فرنسا بلاد سوريا التي اتخذها مقاماً، طاردته في ضمن
(١) مجلة "لواء الإِسلام" - العدد ١٢ من السنة الحادية عشرة.