للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلغ السّيل الزّبى

إذا نُصِبَتْ بَين الدِّيارِ مَنابِرٌ ... تَقوم عَلَيْها الْغُرْبُ وهِيَ تَصيحُ (١)

تُنادي لأِسْواقٍ تَموجُ خَلاعَةً ... وشُرطِيُّها في الرَّائِدينَ مَروحُ (٢)

فَقَدْ بَلغَ السَّيْلُ الزبَى وأَظَلَّنا ... زَمانٌ بِما يُرْضي الْكِرامَ شحيحُ (٣)

وَأَصْبَحَ طَعْمُ الْمَوْتِ حُلْواً وريحُهُ ... كأنْفاسِ زَهْرٍ بالرِّياضِ يَفوحُ (٤)


(١) الغُرْب: جمع غراب، وهو طائر كبير، يسمى الأسود منه: بالحاتم، يتشاءمون به، ويسمى الأبقع: بغراب البين. ويضرب به المثل في السواد والبعد والبكور والحذر.
(٢) الشُّرْطي: بسكون الراء، وفتحُها خطأ، والجمع شُرَط، وسمّوا بذلك؛ لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها، والشَرَطُ هي العلامة. مروح: من المرح، وهو شدة الفرح والنشاط.

(٣) الزبى: جمع زبية، وهي الرابية لا يعلوها ماء، ومنه المثل: "بلغ السيل الزبى"؛ أي: اشتد الأمر حتى انتهى إلى غاية بعيدة. شحيح: البخيل والحريص، جمع شِحاح وأشحة وأشحاء.
(٤) يفوح: يتضوع وينتشر.