للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قافية الهاء]

تحية دمشق سنة ١٣٥٦ هـ (١)

زارَها بَعْدَ نَوًى طالَ مَداها ... فَشَفى قَلْباً مُجِدّاً في هَواها (٢)

راحَ نَشْوانَ ولا راحٌ سِوى ... أَنْ أَرى الشَّامَ وَحَيَّاهُ شَذاها (٣)

نَظرَةٌ في ساحِها تُذْكِرُهُ ... كَيْفَ كانَ الْعَيْشُ يَحْلو في رُباها

ما شَكا فيها اغْتِراباً، وإذا ... حَدَّثَّتْهُ النَّفْسُ بالشَّكْوى نَهاها

مَنْ يَحُثُّ العِيسَ في البِيدِ إلى ... بَرَدَى يَحْمَدُ لِلعيسِ سُراها (٤)

فَهُنا قامَتْ نَوادي فِتْيَةٍ ... تَبْلُغُ النَّفْسُ بِمَلْقاهُمْ مُناها

أَدَبٌ يَزهو كَزَهْرٍ عَطِرٍ ... أَرْشَفَتْهُ السُّحْبُ مِنْ خَمْرٍ نَداها

خُلُقٌ لَوْ نَصَحَ الخَوْدَ بِهِ ... ناصِحٌ لَاتَّخَذَتْ مِنْهُ حُلاها (٥)


(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الثاني من المجلد العاشر.
(٢) النوى: البعد.
(٣) الراح: الخمر.
(٤) العيس: الإبل البيض يخالط بياضها شقرة، أو ظلمة خفية، الواحد أعيس، والواحدة عيساء، ويقال: هي كرام الإبل. بردى: نهر في دمشق. السُّرى: سير عامة الليل.
(٥) الخوْد: الحسنة الخَلْق.