للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلم بين الأساتذة والطلاب (١)

في هذه الفترة بين عام دراسي أوشك أن ينقضي، وبين عام جديد يستقبله المدرسون والطلبة بعد أشهر الاستجمام، رأيت أن أتحدث إلى إخواني مدرسي المعاهد وأبنائهم الطلبة بما ينبغي للفريقين أن يطيلوا التأمل فيه، عندما يفرغون من فترة الاستجمام؛ استعداداً لاستئناف عهد جديد في الحياة الدراسية.

إن أجمل ما فهمه المسلمون من معاني (العلم) قول أبي حامد الغزالي فيه: إنه عبادة القلب، وصلاة السر، وقربة الباطن إلى الله، وكما لا تصح الصلاة التي هي وظيفة الجوارح الظاهرة إلا بتطهير الظاهر من الأحداث والأخباث، فكذلك لا تصح عبادة الباطن وعمارة القلب بالعلم إلا بعد طهارته من خبائث الأخلاق.

وهذا الفهم الجميل لمعنى العلم في الإسلام، إذا كان ينبغي لمدرسي المعاهد الأزهرية وطلبتها أن يجعلوه دستوراً لهم في حياتهم الدراسية في جميع المعاهد، فإن أولى ما ينبغي لهم أن يتخذوه دستوراً في هذا العهد الذي أخذ يتجدد فيه نظر الأمة إلى جميع أوضاعها؛ استعداداً لاستئناف حياة سعيدة مباركة


(١) مجلة "الأزهر" الجزء العاشر -المجلد الرابع والعشرون- غرة ذي القعدة - ١٣٧٢ هـ جويليه تموز ١٩٥٣ م.