للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* تروتسكي "يعتنق الإِسلام في بيئة تجهل على الإِسلام" (١):

نقلت الصحف خبر اعتناق تروتسكي الزعيم البولشفي للإسلام، وهو منفي في تركيا، وجاء في حديث إسلامه: "أنه على أثر شفائه من مرضه في الآستانة، دعا مفتي الآستانة، فأجاب دعوته، وشهد اجتماعهما مندوب جريدة "وقت" التركية، فقال تروتسكي: كنت يهودياً، غير أن مبادئي لم ترق لبعض الحاخامين، فحرموني من ديانتي، ولكني لم أعر حرماني هذا اهتماماً كثيراً؛ لأن مبادئ الدين الإسرائيلي لم تكن لتروقني، فلم أحتجّ، ولم أعارض.

وأما الآن، وأنا أتقدم في السن, فإني أشعر كغيري من الناس بأني في حاجة إلى إيمان ودين سماوي، ففكرت في وقت ما أن أصبح مسيحياً، غير أني عدلت عن ذلك؛ لكرهي اعتناق دين القياصرة المستبدين، وراسبوتين الراهب الشرير، فلم يبق أمامي غير الدين الإِسلامي الذي دققت في البحث في شرائعه، فوجدت فيه مزايا حسنة، منها: أنه يحض على المناقشة والمباحثة في أصوله، ولذا سأعتنق الإِسلام. وسيتناول فضيلة المفتي العشاء معي، ثم يبدأ بتلقيني الشرائع الإِسلامية" (٢).

مجلة "الهداية الإِسلامية": يحدثنا تروتسكي أنه اعتنق الإِسلام بعد أن دقق البحث في حقائق شريعته الغراء، ومن نظر إلى أن تروتسكي نشأ في منبت غير إسلامي، وأشرب مذهباً ذا مبادئ لا تلائم طبيعة الدين الحنيف، ثم وقع في بيئة أخذ مترفوها يفسقون عن الإِسلام علانية، وثق بأن مثل تروتسكي إنما يسلم على سلطان من الحجة مبين.


(١) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء السابع من المجلد الأول.
(٢) جريدة "الأهرام" عدد ١٩ أبريل (نيسان) سنة ١٩٢٩.