وإذا قام اليوم نفر يريدون القضاء على اللغة العربية الفصحى، ويدعوننا إلى أن تتفرق شيعاً، ويزخرفون القول في أن يستعمل كل شعب أو وطن لغته الدارجة، فإن هذه الجمعية ستظل ثابتة على الدفاع عن هذه اللغة العامرة السامية، واضعة يدها في أيدي من يعملون لإعلاء شأنها، وبسط سلطانها على الشعوب الشرقية قاطبة.
تسير هذه الجمعية على حكمة نطق بها أبو العباس المبرّد إذ يقول:
ليس لقدم العهد يفضل القائل، ولا لحدثانه يهتضم المصيب، ولكن يعطى كل ما يستحق.
فهذه الجمعية أكيسُ من أن تتمسك بالقديم على أي حال، أو تنبذ الجديد كيفما كان، بل شأنها أن تحترم الصالح، وإن كان ابن يوم أو ليلة، ولا تعبأ بغير الصالح، وإن بلغ من الكبر عتياً.
فلا نقيم تقدم الزمن ولا لحداثته وزناً:
ألا إنما الأيام أبناء واحد ... وهذي الليالي كلها أخواتُ
وإنما نعتمد على أصول العلم الصحيح، وما تقضي به العقول البريئة من الأهواء.
أخذت هذه الجمعية على نفسها أن لا تتعرض لشؤون السياسة؛ فإن الجمعيات التي تحوم على السياسة قد تقصر أعمارها، أو لا تستقر على مبادئها، ونحن نبغي لهذه الجمعية عمراً طويلاً، وجولة واسعة، وخطة قيمة راسية.
أيها السادة! هذه مقاصد جمعيتنا الناهضة نعرضها على حضراتكم في وجه من الإيجاز، وقد أخذنا نعمل لتحقيقها في قرارة جأش، وحرية ضمير، وصراحة في القول، وإنا إن شاء الله لمهتدون.