رأى رسولَ الله، ألقي في قلبه الإِسلام، فقال: يا رسول الله! إني والله لا أرجع إليهم أبداً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البُرُد، ولكن ارجع، فإن كان في قلبك الذي في قلبك الآن، فأرجع" قال: فرجعت، ثم أقبلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأسلمت.
* تجنب قتل من لا يقاتل:
يحرِّم الإِسلام قتل نساء المحاربين، وصبيانهم، والطاعنين في السن منهم، ورهبانهم إن لم يحاربوا، روى عبد الله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن قتل النساء والصبيان، وروى ابن عباس: أنه - عليه الصلاة والسلام - كان إذا بعث جيوشاً، قال:"لا تقتلوا أصحاب الصوامع"؛ يعني: الرهبان.
وقال أبو بكر الصديق في وصيته لجيش أسامة:"وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له"، وقال:"ولا تقتلوا طفلاً، ولا شيخاً كبيراً، ولا امرأة".
ومن وصايا عمر بن الخطاب لأمراء الجيش:"ولا تقتلوا هَرِماً, ولا امرأة، ولا وليداً، وتوقَّوا قتلهم إذا التقى الزحفان، وعند شن الغارات".
ويلحق بهؤلاء في تجنب قتلهم: المريض، والمقعد، والأعمى، والمجنون، وكذلك روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - النهي عن قتل العسيف، وهو الأجير، ويهذا يظهر أن الإِسلام إنما يقصد من الحرب دفاع من يقصدون لأن يقاتلوا، ولا يصح القصد لقتل من ليس شأنه القتال.
* معاملة الأسرى:
إذا وقعت طائفة من العدو المحارب في أسرنا، لم يجز لأحد من الجنود أو غيرهم أن يمسهم بأذى، وإنما يرجع أمرهم إلى رأي ولي الأمر الواسع