للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو داود وكتابه "السُّنن" (١)

من أئمة الحديث وأعلامه: سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني (٢) المعروف بأبي داود.

ولد أبو داود سنة ٢٠٢ اثنتين ومئتين، وأقبل على علوم الحديث حتى صار من أكابر حفاظه، والراسخين في العلم بمراتب الأحاديث وعللها، وما يستنبط منها من الأحكام والآداب.

رحل لطلب العلم، وتجوّل في البلاد، فكتب عن علماء العراق والحجاز والشام ومصر والجزيرة وخراسان. وفي سنة ٢٧٥ التمس منه أبو أحمد الموفق أخو الخليفة بعد فتنة الزنج أن يقيم بالبصرة؛ ليعمرها بما أوتي من العلم، فأقام بها إلى أن توفي في منتصف شوال سنة ٢٧٥.

كان أبو داود إماماً في الحديث، بالغًا فيه الذروة، قال الحافظ موسى ابن إبراهيم: خلق أبو فيداود الدنيا للحديث، وفي الآخرة للجنة. وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو داود إمام أهل الحديث بلا مدافعة.


(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء السادس من المجلد السادس.
(٢) وهي سجستان المعروفة في خراسان، وما ذكره بعضهم من أنه من قرية بالبصرة يقال لها: سجستان، لم يذكره أحد من الحفاظ.