للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإمارة على البلاد المفتوحة، لكان في نبئه عبرة لأولي الأبصار، وبينة قائمة على أنه لا يترك القوم في جاهلية عمياء دون أن يأخذهم كما يأخذ أهل المدينة بأحكام شريعته السمحة، ونظمها القيمة.

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "والأخبار طافحة بأن أهل كل بلد يتحاكمون إلى الذي أمّر عليهم، ويقبلون خبره، ويعتمدون عليه".

* البحث في تولية معاذ، وعلي، وعمر - رضي الله عنهم - القضاء:

قال المؤلف في (ص ٤٠): "هناك ثلاثة من الصحابة يعدّهم جمهور العلماء ممن ولي القضاء في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".

ونقل بعد هذا ما حكاه رفاعة بك (١) في "نهاية الإيجاز"؛ من أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلّد القضاء لعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، ومعاذ ابن جبل.

ثم قال المؤلف: "وينبغي أن يضاف إليهم: أَبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -؛ فقد كان في عمله على ما يظهر نظيراً لمعاذ بن جبل سواء بسواء". وقال المؤلف بعد هذا: "أما أن عمر - رضي الله عنه - تقلد القضاء في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرواية غريبة من الوجهة التاريخية، ويظهر أنها إنما أخذت بطريق الاستنتاج".

ثم أورد الأثر الذي استند إليه صاحب "تخريج الدلالات"، ونقله عنه صاحب "نهاية الإيجاز"، وهو ما رواه الترمذي من أن عثمان قال لعبد الله بن عمر: "اذهب فاقضِ بين الناس. قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين، قال: وما تكره من ذلك، وقد كان أبوك يقضي؟ قال: إن أبي كان يقضي، فإن


(١) رفاعة رافع الطهطاوي (١٢١٦ - ١٢٩٠ هـ = ١٨٠١ - ١٨٧٣ م) من علماء مصر في العصر الحديث، ولد في طهطا، وتوفي بالقاهرة.