للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قافية الراء]

[حياة اللغة العربية]

" قيلت في تونس سنة ١٣٢٦ هـ ".

بَصَري يَسْبَحُ في وادي النَّظَرْ ... يَتَقَصَّى أثَراً بَعْدَ أثَرْ (١)

وَسَبيلُ الرُّشْدِ مَمْهودٌ لِمَنْ ... يَتَحامَى الْغُمْضَ ما اسْطاعَ السَّهَرْ (٢)

إنِّما الْكَونُ سجِلٌّ رُسِمَتْ ... فيهِ للأَفْكارِ آيٌ وَعِبَرْ (٣)

وإذا أَرْخى الدُّجى أَسْتارَهُ ... ظَفِرَ السَّمْعُ بِما فاتَ البَصَرْ

لَسْتُ أَنْسى جُنْحَ لَيْلٍ خَفَقَتْ ... فيهِ بِالأَحْشاءِ أَنْفاسُ الضَّجَرْ

قُمْتُ أَيسْعى لِتَقاضي سَلْوَةٍ ... وَمَطايا السَّعْيِ مِرْقاةُ الوَطَرْ (٤)

لَجَّ بي التَّسْهيدُ حتى أَوْشَكَتْ ... غُزَةُ الإصْباحِ أَنْ تَغْشى السَّحَرْ

حَبَّذا ريحُ الصبا ريحاً جَرَتْ ... بِحَسيسٍ مِنْ أحاديثِ السَّمَرْ (٥)


(١) تقصى: بالغ في البحث.
(٢) الغُمض، والغِماض: النوم. اسطاع: استطاع.
(٣) آي: جمع آية، وهي العلامة.
(٤) المرقاة: الدرجة. الوطر: الحاجة.
(٥) الصبا: ريح مهبها من مطلع الثريا إلى بنات نعش. الحسيس: الصوت الخفي، قال تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} [الأنبياء: ١٠٢].