للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[افتتاح مؤتمر المجمع اللغوي]

" قصيدة ألقاها الشاعر في افتتاح مؤتمر "المجمع اللغوي" بالقاهرة في ٢٦ يناير كانون الثاني ١٩٤١".

نَهَضَ الْقِطارُ فَأَوْمأوا بِسَلامِ ... وجَرى بِهِمْ طَلَقاً بِغَيْرِ زِمامِ (١)

بانوا فَما بالي فَقَدْتُ حُشاشَتي ... أَمَضَى بِها في الرَّكْبِ فَرْطُ هُيَامِ (٢)

عَجَباً لِروحٍ فارَقَتْ جَسَدَ امْرِئٍ ... يَقْظانَ لَمْ يُرْشَقْ بِسَهْمِ حِمامِ (٣)

طَوَتِ النَّوى عَهْداً يَطوفُ سُقاتُهُ ... بِكُؤوسِ أُنْسٍ لا كُؤوسِ مُدامِ (٤)

رُضْتُ الْقَريضَ لَعَلَّني أَسْلو بِهِ ... ذِكْراهُمُ وأَغيبُ عَنْ آلامي (٥)

فَصَحَوْتُ مِنْ شَجَنٍ إلى شَغَفٍ بِما ... في نُطْقِ يَعْرُبَ مِنْ سَنىً وَوِسامِ (٦)

هِيَ لَهْجَةٌ شَبَّتْ بِأَرْضِ بَداوَةٍ ... فَيْحاءَ بَيْنَ الأُسْدِ والآرامِ (٧)

لَكِنَّها وَسِعَتْ عُلومَ "أَرِسْطُ" بَلْ ... وَسَعِتْ حَضارَةَ فارِسٍ والشَامِ (٨)


(١) طلقاً: يقال طَلِق طلَقاً: تباعد. الزمام: المقود.
(٢) الحشاشة: بقية الروح في المريض والجريح، وقيل: رمق من حياة النفس.
(٣) الحِمام: قضاء الموت وقدره.
(٤) المدام: الخمر.
(٥) راض المهر: ذلَّلَهُ. القريض: الشعر.
(٦) الشجن: الهم والحزن. الشغف: أقصى الحب. السنى: الضوء. الوسام: الحسن.
(٧) الآرام: جمع الرئم: الظبي الخالص البياض.
(٨) أرسط: أرسطو: مرت ترجمته.