للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القياس في اللغة العربية للأستاذ محمد الخضر حسين عضو مجمع اللغة العربية الملكي (١)

القياس فن واسع الأطراف، متشعب المسالك، يمتُّ إلى كل باب من أبواب اللغة بصِلة، ويكاد يجري ذكره عند كل مسألة، ولولاه، لضاقت الفصحى على أبنائها، وقعدت بهم عن مسايرة ركب الحياة.

لم يؤلَّف فيه -على ما أعلم- غيرُ هذا الكتاب.

وسبب تأليفه: أن مؤلفه البحاثة الأستاذ محمد الخضر حسين كان يمر في أثناء دراسته لعلوم العربية على أحكام تختلف فيها آراء العلماء، فيقصرها بعضهم على السماع، ويراها آخرون من مواطن القياس.

وقد يحكي بعضُهم المذهبين، دون أن يذكر الأصول التي قام عليها ذلك الاختلاف، فرأى فضيلته: أن التمسك بمثل هذه الأقوال من المتابعة التي لا ترتاح إليها نفس العالم الحر -ولا سيما أن الكتب التي اعتمد عليها أصحاب هذه الأقوال قد أصبحت في متناول أيدينا-، فأخذ يوجه نظره الثاقب إلى الأصول العالية التي يراعونها في أحكام القياس والسماع، حتى ظفر بقواعد صريحة أضاف إليها غيرها مما استنبطه، أو ابتدعه، فكان من ذلك "كتاب القياس".


(١) مجلة "الرسالة" العدد ١٤٩ - ٢٠ صفر ١٤٥٥ هـ , القاهرة - للأستاذ سيد أحمد صقر.