للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العرب الجزية (١)، والحنابلة يقولون: تقبل من أهل الكتاب والمجوس، عرباً كانوا أم عجماً (٢). والمروي عن مالك: أن الجزية تقبل من جميع المخالفين إلا من مشركي العرب، وقال ابن القاسم: إذا رضيت الأمم كلهم بالجزية، قبلت منهم (٣). وكذلك يقول الأوزاعي، وفقهاء الشام (٤). فهؤلاء معظم الأئمة يذهبون إلى أن العرب من أهل الكتاب تقبل منهم الجزية، والقول بأن العربي لا تقبل منه الجزية ولو كان كتابيأ إنما هو رأي أحد الفقهاء، ويعزى إلى أبي يوسف (٥)، فلا يصح لأجنبي يتحدث عن الإِسلام أن يعبر عنه بالقاعدة.

ومتى كان بنو تغلب نصارى، فقبول الجزية منهم وارد على القاعدة، وهي قبولها من أهل الكتاب، عرباً كانوا أم عجماً.

* الإِسلام إصلاح لكل مزاج منحرف:

قال المؤلف في (ص ٨٧): "تغلغلت النصرانية إذن كما تغلغلت اليهودية في بلاد العرب، وكبر الظن أن الإِسلام لو لم يظهر، لانتهى الأمر بالعرب إلى اعتناق إحدى هاتين الديانتين، ولكن الأمة العربية كان لها مزاجها الخاص الذي لم يستقم لهذين الدينين، والذي استتبع ديناً جديداً أقل ما يوسف به أنه ملائم ملاءمة تامة لطبيعة الأمة العربية".


(١) "أحكام القرآن" للجصاص.
(٢) "المغني" لابن قدامة.
(٣) "العارضة" لأبي بكر بن العربي.
(٤) "نيل الأوطار" (ج ٧ ص ٢٦٧).
(٥) "روح المعاني" (ج ٣ ص ٣٩٤) ط الأميرية.