للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مناظرة البطريرك الماروني (١)

أرى أن المناظرة الشفوية لا تجدي نفعاً، ولسنا في حاجة ملحة إليها، ولدينا غير ذلك وسائل كثيرة؛ لأنها -غالباً- لا يتوفر فيها الجو الصالح، ويغلب عليها التحيز، وعدم التمييز الصحيح، وكثيراً ما يندس فيها من لا يفقهون قيمة هذه المناظرات، وتكون أشبه بحلبة رياضية، لكل فريق من يؤيده، ويحاول بشتى الطرق المشروعة كسبَ النصر لشيعته، وإظهارَ أمرها، سواء كانت على الحق، أم على الباطل.

ولم يعهد في المناظرات العادية ذات المواضيع البسيطة أن تنتهي على وجه قاطع، أو صورة نهائية، فما بالك بمناظرة تقوم على أساس البحث حول: أيّ الأديان أحق؟!

لذلك فإني أرى أن المناظرة على طريقة الكتابة أفيد؛ إذ يمكن بها تسجيل الآراء، ولا يخشى معها حدوث ما لا تحمد عاقبته، أو تخشى مَغَبته،


(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزآن السابع والثامن من المجلد التاسع عشر، الصادران في عدد واحد عن شهري محرم وصفر سنة ١٣٦٦ هـ - القاهرة.
وكان مندوب إحدى المجلات في القاهرة قد استطلع رأي الإمام فيما دعا إليه البطريرك الماروني في لبنان من المناظرة في: أي الأديان حق؟ وقد أجاب الإمام بهذه الكلمة.