أبوه من علماء بيروت، وهو ناظم "مجمع الأمثال" للميداني، فقرأنا من محادثته شهامة وكرم أخلاق. سأله حضرة الأستاذ عند موقف الوداع عن العدد المرسوم على باب منزله، عسى أن تدعو إليه الزيارة، فقال: عدد ١٤ أربعة عشر، فلاحظ له الشيخ أن هذا العدد يشير إلى كمال صاحب المنزل؛ لأنه عدد الليلة التي استوفى فيها البدر ضياعه كاملاً، وذكر له قول المفسرين في قوله تعالى:{طه}[طه: ١]: أن الطاء تسعة، والهاء خمسة، والمجموع أربعة عشر، فكان المعنى: بأن وجهه كالقمر ليلة أربعة عشر.
وممن يزورنا ونزوره: الفاضلان الشريفان: الشيخ السيد إبراهيم، والشيخ السيد أبو السعود ابنا السيد أسعد المدني، فشهدنا في بساط محاضرتها أدباً عالياً، وأنساً خالصاً.
وزرت صحبة فضيلة الأستاذ الشيخ سيدي إسماعيل الصفائحي منزل الفاضل الشيخ يونس، وكان هذا الشيخ قاضياً بالعسكر، فأهداني رسالة ألفها في أسرار بعض العبادات، وسماها:"درر الحكم"، وفي أثناء المجلس دخل ابنه، وهو ضابط في الجيش، وودعه قاصداً الخروج إلى موقع الحرب.
التقيت في مكتبة بايزيد بالرحالة خليل الخالدي، فحدثني: أنه زار تونس سنة ١٣١١ هـ، ودعاه أحد الطلبة إلى منزله القريب من باب سيدي عبد الله، واطلع عنده على كتاب "المدارك"، قال: وقد ذكرت اسمه في رحلتي. فذكَّرته أني ذلك التلميذ الذي كان قد دعاه، وأراه كتاب "المدارك"، فاستأنف التحية والترحاب.
* الخضر - عليه السلام -:
عزمت على مبارحة الآستانة إلى الحاضرة، فتوجهت لوداع الأستاذ