للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شواهد على أنهم يريدون خيانتنا، ويتهيؤون للهجوم على أوطاننا، لم يجز لنا مهاجمتهم وأخذهم على غرة، ولابد من أن نشعرهم بأن العهد بيننا وبينهم قد انتقض، قال تعالى في كتابه المجيد:

{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} [الأنفال: ٥٨].

وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يقول لقائد الجيش: "وقدم النذر بين يديك".

* رفع الرايات في الحرب:

ترفع الرايات حيث يكون قائد الجيش؛ ليعلم بها مكانه، حتى يأوى إليها الناس عند الحاجة؛ واتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - رايته مرة بيضاء، ومرة سوداء، ومرة صفراء. ويروى أن بعض ألويته كان مكتوباً عليه: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وقد يعطي كل قبيلة لواء يقاتلون تحته، وعقد لوفد سليم لواء أحمر، وعقد لسعد بن مالك راية على قومه سوداء، وفيها هلال أبيض.

* الشعار في الحرب:

يتخذ الجنود شعاراً يتعارفون به في ظلمة الليل، أو عندما يشتبك الفريقان، وكان هذا الضرب من الاحتراس متبعاً في غزواته - صلى الله عليه وسلم -، وفي فتوحات الخلفاء الراشدين من بعده.

عن البراء بن عازب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنكم تلقون عدوكم غداً، فليكن شعاركم: حم لا ينصرون" (١)، وكان شعار المسلمين في غزوة بني المصطلق: يا منصور أمت (٢)، وغزا أبو بكر في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان


(١) "سنن النسائي".
(٢) الإصابة.