في كل زمان ومكان يطل أعداء الإسلام برؤوسهم الخبيثة، وأفكارهم السقيمة، وأقلامهم الزائفة عن الحق، محاولين الطعن والمساس بالشريعة الإسلامية الغراء، فينبري لهم علماء أجلة يردون عن الدين كيدهم، ويدفعونهم على أعقابهم خاسئين خاسرين.
وفي حياة الإمام الأكبر المرحوم محمّد الخضر حسين - رضوان الله عليه - مواقف عظيمة، ومشاهد جليلة، ذاد فيها عن الدين الحنيف هجمات الباطل التي قام بها حملة الضلال والإفساد، فصرعهم الحق، ورماهم في ظلام النسيان، ولم نسمع لهم فحيحاً من بعد.
وطائفة القاديانية، وكذلك طائفة البهائية أو البابية، تعرض المؤلف لهما في هذا الكتاب، وكشف القناع عن زيف آرائهما، ودفع بالحجة الساطعة أباطيل دعوتيهما، وكان لهذه المقالات شأنها الكبير في فضح هاتين الطائفتين أمام أنظار المسلمين، وحصر البلاء في نطاق، ومنع انتشاره بين الناس، ومن ثمَّ القضاء عليه.
وليعلم القارئ: أن جميع أبحاث هذا الكتاب سبق أن نشرت في مجلة "نور الإسلام" التي يصدرها الجامع الأزهر في القاهرة، وترأس الإمام رئاسة تحريرها فترة من الزمن، وقد أشرنا إلى ذلك في مطلع كل مقال. ونضيف: