قال المؤلف في (ص ١٢): "يجب حين نستقبل البحث عن الأدب العربي وتاريخه أن ننسى قوميتنا وكل مشخصاتنا، وننسى ديننا وكل ما يتصل به، وأن ننسى ما يضادّ هذه القومية وما يضاد هذا الدين. يجب ألا نتقيد بشيء، ولا نذعن لشيء إلا مناهج البحث العلمي الصحيح".
قال المتنبي:
عجباً له حفظ العنان بأنمل ... ما حفظها الأشياء من عاداتها
فنقد هذا البيت عبد القاهر الجرجاني في "دلائل الإعجاز" حيث قال: كان ينبغي أن يقول: ما حفظ الأشياء من عاداتها؛ لأن المعنى على أنه ينفي الحفظ عن أنامله جملة، وإضافته الحفظ إلى ضميرها في قوله:"ما حفظها الأشياء" يقتضي أن يكون قد أثبت لها حفظاً. فنقول على هذا المثال: كان ينبغي للمؤلف أن يقول: وننسى الأديان؛ لأنه يريد أن يضع في أذهان القراء أنه أصبح عن الدين في ناحية، والإِضافة في قوله:"ديننا" تقتضي أن يكون قد أثبت لنفسه ديناً. ولا نتجاوز هذا إلى نقد الإضافة في قوله:"قوميتنا"؛ لأنا لا نريد نقد المؤلف، وإنما نريد نقد كتاب "في الشعر الجاهلي".
* محاباة وإرضاء العواطف المضادة للدين:
قال المؤلف في (ص ١٢): "ذلك أننا إذا لم ننس قوميتنا وديننا، وما يتصل بهما، فسنضطر إلى المحاباة، دارضاء هذه العواطف".
لو نسي المؤلف قوميته ودينه، لما تطوح في البعد عن الحقائق إلى