تعلم اللغة الألمانية وأجادها في مدة قصيرة، واطلع على الآداب والفنون، ودرس الحالة الاجتماعية وعادات الشعوب وتقاليدها وأخلاقها هناك، وشارك في الدراسات الإسلامية، وتباحث فيها مع علمائهم. ودرس علوم الطبيعة والكيمياء على البروفسور الألماني (هاردر) أحد العلماء الألمان المستشرقين.
يقول الإمام في مشاهداته عند حديثه عن ترجمة القرآن للمستشرق الألماني (ركرت): "وقد تتبعته في كثير من السور بالمقدار الذي وقفت عليه من هذه اللغة، مع الاستعانة بالكتب اللغوية الألمانية العربية". ويقول في مشاهداته أيضاً:"أما في صناعة الخطابة، فإني كنت شهدت محاضرات وخطباً ... ".
وسعى مع الدولة الألمانية لإنشاء مسجد تقام فيه فرائض الصلاة والعبادة للأسرى المسلمين، وافتتح في غرة شهر رمضان ١٣٣٣ هـ، وألقى الإمام خطاباً في حفل الافتتاح نورده في نهاية هذا الكتاب.
* من ذكرياته وأقواله في ألمانيا:
إن مهمته الوطنية في ألمانيا لم تكن مانعة له من البحث العلمي والكتابة، ونجده ينظم الشعر البديع، ويسجل خواطره، ويدون مشاهداته. وكثيراً ما نراه يستشهد من خلال مقالاته التي سطرها فيما بعد بوقائع وأحداث له في ألمانيا. ومن المفيد أن نورد الفقرات التي تتعلق لإقامته في ألمانيا، وشعره الذي قاله
(١) "الرائد التونسي" -النسخة الفرنسية- الصادر في ٢٠/ ٦/ ١٩١٧ م، والذي تضمن: "حجزت بقصد بيعها أملاك الأخضر بن الحسين المدرس السابق في الجامع الأعظم الذي ثبت عصيانه".