للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولاد جفنةَ حول قبر أبيهم ... قبرِ ابن ماويةَ الكريم المفضلِ

يُغشون حتى ما تهرُّ كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبلِ

وروي: أنه تلا هذه القصيدة على عمر بن الحارث الغساني، وكان في المجلس علقمة والنابغة، فلم يزل عمر يزحل عن موضعه، حتى شاطر البيت، وهو يقول مخاطباً لعلقمة والنابغة: هذا - وأبيك - الشعر، لا ما تعللاني به منذ اليوم.

وقد وقع البيت: "يغشون حتى ما تهر كلابهم" من الحطيئة موقع الإعجاب، فقال: أبلغوا الأنصار أن شاعرهم أشعر العرب حيث يقول:

يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل

وتهيأت لحسان أسباب المديح في الإِسلام بعد الجاهلية، إذ رأى من كمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسمو مكانته، ومكارم أخلاقه فوق ما كان يراه في الناس بدرجات لا تحصى، فكان إيمانه الصادق يدعوه إلى مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام. ومن أبلغ ما روأنه في مدح الحضرة النبوية: قوله:

وأحسنُ منك لم ترَ قطُّ عيني ... وأكملُ منك لم تلد النساءُ

خُلِقْتَ مبرأً من كلِّ عيبٍ ... كأنك قد خُلِقْتَ كما تشاءُ

وقوله:

متى يبد في الليلِ البهيمِ جبينُهُ ... يلحْ مِثْلَ مصباحِ الدجى المتوقِّدِ

فمن كان أو من قد يكون كأحمدٍ ... نظاماً لحق أو نكالاً لملحدِ

* الهجاء في شعر حسان:

يعزى إلى حسان أشعار على أنه هجا بها في الجاهلية بعض الأشخاص،