أولاد جفنةَ حول قبر أبيهم ... قبرِ ابن ماويةَ الكريم المفضلِ
يُغشون حتى ما تهرُّ كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبلِ
وروي: أنه تلا هذه القصيدة على عمر بن الحارث الغساني، وكان في المجلس علقمة والنابغة، فلم يزل عمر يزحل عن موضعه، حتى شاطر البيت، وهو يقول مخاطباً لعلقمة والنابغة: هذا - وأبيك - الشعر، لا ما تعللاني به منذ اليوم.
وقد وقع البيت:"يغشون حتى ما تهر كلابهم" من الحطيئة موقع الإعجاب، فقال: أبلغوا الأنصار أن شاعرهم أشعر العرب حيث يقول:
يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل
وتهيأت لحسان أسباب المديح في الإِسلام بعد الجاهلية، إذ رأى من كمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسمو مكانته، ومكارم أخلاقه فوق ما كان يراه في الناس بدرجات لا تحصى، فكان إيمانه الصادق يدعوه إلى مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام. ومن أبلغ ما روأنه في مدح الحضرة النبوية: قوله:
وأحسنُ منك لم ترَ قطُّ عيني ... وأكملُ منك لم تلد النساءُ
خُلِقْتَ مبرأً من كلِّ عيبٍ ... كأنك قد خُلِقْتَ كما تشاءُ