[جمعية قدماء الصادقية تحيي ذكرى الشيخ محمد الخضر حسين العالم والمناضل]
محمد بن رجب (١)
جانب كبير من الشباب التونسي، ويعض أهل الثقافة لا يعرفون أن الشيخ محمد الخضر حسين، من مواليد "نفطة" عام ١٨٧٣ تولى مشيخة الجامع الأزهر عام ١٩٥٢؛ أي: بعد أشهر قليلة من قيام الثورة المصرية التي قادها الضباط الأحرار.
وقد أمضى على وثيقة تعيينه في هذا المنصب العلمي الرفيع الرئيس محمد نجيب بنفسه، فقد كان يعرفه، ويكنّ له المحبة الخالصة، واستقبله في القصر الرئاسي أكثر من مرة قبل أن يقدم استقالته من الأزهر عام ١٩٥٤. وكان يومها قد تجاوز الثمانين، ولم يعد قادراً على تحمل أعباء العمادة العلمية.
هذا الرجل الذي أصبح أحد زعماء النهضة العربية والإسلامية منذ العشرينات، خرج من تونس بحرقة في القلب بعد أن أثبت جدارته، وأكد حضوره العلمي، فجلب له الأعداء والمتآمرين عوض أن يجلب إليه المساندين والمؤيدين.
(١) كاتب وصحفي تونسي معروف - جريدة "الصباح" التونسية، العدد الصادر في (١٠ رمضان ١٤١٨ هـ ٩ كانون الثاني جانفي ١٩٩٨ م).