ولكنه رجل علم من خيرة ما أنجبت تونس، ولأنه درَّس في المعهد الصادقي في السنوات الأولى من هذا القرن الذي يستعد للرحيل، ولأنه ألقى أولى محاضراته الثقافية بهدف تحريك الهمم على منبر جمعية قدماء الصادقية، فإن هذه الجمعية التي ما زالت نشيطة، بل هي اليوم من أنشط الجمعيات الثقافية في تونس، مقرّة العزم على إقامة الذكرى الأربعين لوفاته.
وسيكون الموعد يوم الجمعة القادم ١٥ جانفي، وسيتولى الأستاذ محمود شمام الحديث عن الراحل محمد الخضر حسين لإبراز خصاله وفكره ونضالاته، كما يقوم الأستاذ البشير العريبي بالحديث عن شاعرية شيخ الأزهر من خلال شعره الغزير الذي كتبه في تونس أو في مصر، والذي صدر في ديوان عنوانه "خواطر الحياة" عام ١٩٤٦.
ستكون سهرة ثقافية طيبة فيها الذكر الحسن، وفيها اعتراف بما قدمه محمد الخضر للغة العربية طيلة ٦٥ سنة، كانت زاهرة بالعطاء العلمي من خلال التدريس والمحاضرات، فضلاً عن مؤلفاته الكثيرة.
وللإفادة نشير إلى بعض جوانب من حياة المحتفى بذكراه، مستعينين بكتاب "مشاهير التونسيين" للأستاذ محمد بوذينة، الذي عاد هو أيضاً في ترجمته لمحمد الخضر حسين إلى بعض المراجع، في مقدمتها كتاب لأبي القاسم محمد كرو عنوانه "أركان النهضة الأدبية في تونس".
شيخ الأزهر إذاً هو من مواليد "نفطة" بالجنوب الغربي التونسي يوم ٢٣ يوليو جويليه ١٨٧٣. وهناك تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بجامع الزيتونة، وواصل دروسه إلى أن أصبح فقيهاً في الدين الإسلامي، ومختصاً في اللغة العربية وآدابها.