من أن عناية معاليكم قد توجهت إلى إصلاح مدارس الحكومة، باعطاء التعليم الديني في هذه المدارس حقه، وهي همة طالما سعى زعماء الإصلاح ليظفروا بها من وزير معارف لدولة دينها الرسمي الإِسلام، فكنْ -يا معالي الوزير- ذلك الرجل الذي يقدر الدين قدره، ويبذل النصح للأمة جهده، ومن النصح لها: أن تحافظ على ما فيه سعادة أبنائها، وقد أحس زعماء الإصلاح روح الحزم واليقظة في حديث معاليكم، فاطمأنت النفوس، فإذا مرّ على سمع معاليكم صوت يبتغي منكم أن تتبعوا خطوات من جهلوا حكمة الإِسلام، وزاغت أبصارهم عن حجته، فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم، وسيروا في طريقكم حتى تجعلوا وزارة المعارف مصدر العلم النافع، والتربية الخالصة من كل سوء.
وفي الختام: أقدم إلى معاليكم باسم جمعية الهداية الإِسلامية جزيل الشكر على هذه الهمة النبيلة، والله في تأييدكم ما حرستم آداب دينه، وأهل العلم في رضا عن سيرتكم ما حميتم معاهد التربية العامة من كل فساد دخل فيها باسم التجديد، والتجديد النافع بريء منه.
* فاتحة السنة الرابعة (١):
نحمدك اللهم على أن وصلتنا بمعونتك، وحففتنا برعايتك، وحميتنا مما يقطع عن إقامة حجتك، أو يقف عثرة في سبيل إعلاء كلمتك. وأزكى صلواتك وسلامك على سيدنا محمد الهادي إلى مراقي السعادة، وعلى آله وصحبه الذين قادوا الأمم إلى سبيل القيام، فأحسنوا القيادة.
(١) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء الأول من المجلد الرابع.