للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان لهذا الأمير صبابة بفتوحات الشيخ ابن عربي، حتى إنه أرسل عالمين من علماء دمشق إلى "قونية" لتصحيح نسخة "الفتوحات"، ومقابلتها على النسخة التي حفظت هناك، وعليها خط يد المؤلف نفسه.

* المكتبة الظاهرية ودار الحديث:

وكنت أزور مكتبة الملك الظاهر، وهي مكتبة حافلة، وفيما رأيته من كتبها: "تفسير البقاعي" الذي أخذ على قلمه، وشرط على نفسه، أن يحرر فيه المناسبات بين الآيات. ودخل أبو المحاسن الشيخ يوسف النبهاني المؤلف الشهير يوماً، وأوصى حافظ المكتبة برعايتنا، وقال له: إن هؤلاء من بيوت الفضل بتونس.

وزرت مدرسة دار الحديث التي أنشاها الملك الأشرف، وفوّض تدريسها إلى الشيخ تقي الدين المعروف بابن الصلاح، ثم تولى مشيختها الإمامان: النووي، وتقي الدين بن السبكي، وهي التي يقول فيها ابن السبكي:

وفي دار الحديث لطيف معنى ... على بسط لها أصبو وآوي

عسى أني أمسّ بحرٍّ وجهي ... مكاناً مسّه قدمُ النواوي

ويشير بالبسط في البيت: إلى بساط رسم عليه الملك الأشرف -وهو واقف المدرسة- اسمه، وبسطه في أرضها.

قال تاج الدين السبكي في "الطبقات": وكان يجلس عليه والدي "تقي الدين" وقت الدرس.


= المجموع = ٣٨ + ٥٨٢ + ٣٤٧ + ٣٣٤ = ١٣٠٠، وهي السنة الهجرية التي توفي فيها الأمير عبد القادر.