وكان لهذا الأمير صبابة بفتوحات الشيخ ابن عربي، حتى إنه أرسل عالمين من علماء دمشق إلى "قونية" لتصحيح نسخة "الفتوحات"، ومقابلتها على النسخة التي حفظت هناك، وعليها خط يد المؤلف نفسه.
* المكتبة الظاهرية ودار الحديث:
وكنت أزور مكتبة الملك الظاهر، وهي مكتبة حافلة، وفيما رأيته من كتبها:"تفسير البقاعي" الذي أخذ على قلمه، وشرط على نفسه، أن يحرر فيه المناسبات بين الآيات. ودخل أبو المحاسن الشيخ يوسف النبهاني المؤلف الشهير يوماً، وأوصى حافظ المكتبة برعايتنا، وقال له: إن هؤلاء من بيوت الفضل بتونس.
وزرت مدرسة دار الحديث التي أنشاها الملك الأشرف، وفوّض تدريسها إلى الشيخ تقي الدين المعروف بابن الصلاح، ثم تولى مشيختها الإمامان: النووي، وتقي الدين بن السبكي، وهي التي يقول فيها ابن السبكي:
وفي دار الحديث لطيف معنى ... على بسط لها أصبو وآوي