للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد الورتاني (١)

من علماء تونس الذين بلغوا في العلم رتبة سامية، وأحرزوا سمعة طيبة: أبو العباس أحمد بن سالم بن إبراهيم الورتاني، ولد سنة ١٢٤٦، وبعد قراءة القرآن على والده التحق بطلاب العلم في جامع الزيتونة، وتلقى عن علماء أجلة؛ مثل: الشيخ الطاهر بن عاشور، والشيخ ابن ملوكة، والشيخ معاوية، والشيخ محمد بن سلامة، والشيخ محمد الشاهد، ورحل لأداء فريضة الحج سنة ١٢٧٠، ولقي بالقاهرة الشيخ إبراهيم الباجوري، وأجازه إجازة مطلقة، وفي سنة ١٢٧١، ندبه الوزير مصطفى خزنه دار لتأديب أبنائه وتعليمهم، وفي سنة ١٢٨٥ أقبل على التدريس في جامع الزيتونة بتحقيق ومواظبة، وفي سنة ١٢٨٧ تولى منصب التدريس، وعرف بالتثبت فيما يقول، وبإنصاف الطلاب عند البحث، وكان يمتاز عن أقرانه بسعة الاطلاع في التاريخ واللغة، وسافر إلى الآستانة يوم كان الصدر الأعظم بها خير الدين باشا التونسي، وأقام بها حيناً، ثم عاد إلى تونس راجعاً، وعين عضواً في مجلس إدارة الأوقاف، وصار بعد هذا نائب رئيس المجلس، وفي سنة ١٢٩٧ ولاه المشير أحمد باي رئاسة الأوقاف، ونظارة


(١) مجلة "الهداية الاسلامية" - الجزء السابع من المجلد الأول الصادر في ذي الحجة ١٣٤٧.