الجليل الشيخ محمود ياسين هذه الرسالة تبشرنا بإنشاء جمعية الهداية الإِسلامية في دمشق.
وقد سبق لنا أن عرفنا الأستاذ الشيخ محمود ياسين، وطائفة عظيمة من حضرات السادة الأساتذة علماء دمشق، فرأينا فيهم من الغيرة على الدين الحنيف، والوقوف في وجه المفتونين الزائغين، ما يقوي أملنا في نجاح هذه الجمعية، وثباتها في سبيل إظهار الحق، وإعلاء كلمة الفضيلة.
وبقي لنا أن نرى في فلسطين وتونس والجزائر ومراكش جمعيات توافق جمعيات القاهرة وبغداد ودمشق في اسمها، والغاية التي تسعى إليه، وما غايتها إلا إرشاد الناس إلى ما فيه خير الدنيا وسعادة الآخرة.
* فقيد الإِسلام والشرق مولانا محمد علي (١):
يصاب الشرق بفقد رجال يواصلون جهادهم في النضال عن حقوقه السياسية، ويصاب الشرق بفقد رجال يجاهدون في إعلاء كلمة الإِسلام، وتأكيد رابطته السماوية. أما اليوم، فقد أصيب الشرق بفقد عظيم سياسي حكيم، ومجاهد إسلامي عظيم، هو المرحوم مولانا محمد علي (إنا لله وإنا إليه راجعون).
ولو كانت الزعامة في زخرف من الخطابة أو التحرير، أو في ألمعية تلحق الأعمى بالبصير، لم تتمزق أفندتنا على هذا الزعيم الخطير؛ فإن لدينا من الخطباء والأدباء والأذكياء عدداً غير قليل، وإنما الزعامة الصادقة في السيرة القائمة على العقيدة السليمة، والأخلاق الرصينة، وقد كان هذا الراحل المأسوف
(١) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء الرابع من المجلد الثالث.