يُعَدُّ الشيخُ محمد الخضر حسين من روّاد الحركة الإصلاحية الإسلامية الحديثة؛ مثل: محمد عبده (١٨٤٩ - ١٩٠٥ م)، ورشيد رضا (١٨٦٥ م - ١٩٣٥ م)، وعبد الرحمن الكواكبي (١٨٥٤ م - ١٩٠٢ م)، وسالم بو حاجب (١٨٢٨ م -١٩٢٥ م)، وغيرهم.
ومِنَ المعروف أنَّ شخصيةَ الخضر حسين رجلِ "الهداية"، وصاحبِ "السعادة" شخصيةٌ ثريةٌ متعددةُ الاهتمامات.
فمنها: الاهتمامُ الصحفي الذي بدأ به نشاطه.
ومنها: الاهتمامُ التربوي؛ إذ اشتغل بالتدريس في جامع الزيتونة، والأزهر، والاهتمامُ الصحفي الإصلاحيُّ الإسلاميُّ التنويريُّ، والاهتمامُ الديني الذي يتبوَّأ مكانةً بارزةً في حياته، إنْ لم نقل: إنه يحتل الحيِّزَ الأَوفرَ في شخصيته.
وهو من رجال الفكر والأدب التونسيين مولداً ونشأةً، ساهم في إخصاب التراث العربي الإسلامي بإنتاج ثري ومتنوع في الحقلين الأدبي والديني؛ إذ كان -رحمه الله- "عَلَماً من أعلام الإسلام، وكان تعريفاً وتشريفاً للتونسيين
(١) محاضرة الأستاذ أنور بن خليفة - باحث ومدرّس في معاهد الجامعة الزيتونية.