للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شَرِبَ الحِكمَةَ بالْكَأْسِ الدِّهاقْ ... عَلَلا (١)

عَزْمُهُ كالفَجْرِ يَفْري الْغَيْهَبا ... في تَعالي (٢)

فَهْوَ جُنْدِيٌّ سِياسِيٌّ رَبا ... في كَمالِ

[تحيّة الوطن (٣)]

" قالها أيام مقدمه من الشام إلى مصر سنة ١٣٣٩ هـ متشوقاً إلى تونس ومن فارقهم بها من الأصدقاء".

ما لِيَ لا أَلْمَحُ مِنْ ذي الجَمالْ ... سِوى الخَيالْ (٤)

أَلَمْ يَكُنْ يُدْني قُطوفَ الوِصالْ ... بِلا مَلالْ

الشَّوْقُ ألْقى مُهْجَتي في نِضال ... ماضي النِّصالْ

ماذا تَرى والهَجْرُ فِيما يُقالْ ... داءٌ عُضالْ

* * *

يا مَوْطِني لَمْ أَنْسَ عَهْدَ الشَّبابْ ... عَذْبَ الرِّضابْ (٥)

وَرَيْثَما شَمَّرَ يَبْغي الذَّهابْ ... صاحَ الْغُرابْ

بِنَّا وخُضْنا في غِمارِ الصِّعابْ ... بِلا حِسابْ


(١) الدهاق: الكأس الممتلئة.
(٢) يفري: يشق ويقطع. الغيهب: الظلمة.
(٣) نشرت في مجلة "الهداية الاسلامية" - الجزء الرابع من المجلد العاشر.
(٤) ذو الجمال: يقصد به الشاعر وطنه تونس الخضراء.
(٥) الرضاب: الريق، لعاب النحل.