للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخ ومواقف لا تنسى: للكاتب الإسلامي محمد عبد الله السمان (١)

(عين الشيخ شيخاً للأزهر عام ١٩٥٢ وعمره يناهز الثمانين، لذلك أشفق عليه من هذا المنصب تلامذته وعارفو قدره على ماضيه المشرق الحافل بأنصع الصفحات، ولكن الشيخ الذي كان يتمثل بيت الشاعر:

إن الثمانين وبلِّغتَها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

كان بين جنبيه نفس أبية، وقلب فتي، وإيمان شجاع، واطمأننت حين علمت من مصادر موثوق بها أن الشيخ لا يعتبر هذا المنصب غاية يصبو إليها، لذلك فمنذ توليه المنصب وهو يحتفظ في جيبه باستقالة محررة، ونسخة منها يحتفظ بها مدير مكتبه. وقد قال له، أي لمدير مكتبه: إذا أحسست بضعفي في موقف من المواقف، فقدم استقالتي نيابة عني.

وفي عام ١٩٥٣ عزلت فرنسا السلطان محمد الخامس الولي الشرعي للمغرب مستعينة بعملائها الخونة من المواطنين، فجمع الشيخ هيئة كبار العلماء، وأصدر بياناً اعتبرت فيها هؤلاء المارقين خارجين على الإسلام. وأرسل البيان إلى الصحف فلم تنشره، وفي الصباح أرسل بياناً مرفقاً به


(١) مجلة "اكتوبر" المصرية - العدد ٣٤٩ تاريخ ٣ تموز ١٩٨٣. من مقال الكاتب الإسلامي محمد عبد الله السمان تحت عنوان "أعلام العلماء - الشيخ الخضر حسين".