للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لي يَراعٌ كُلَّما اسْتَهْدَيْتُهُ ... جَالَ في الطِّرسِ وَأَهْدى دُرَرا (١)

فَلْيَكُنْ في النَّاسِ بُخْلٌ إِننَّي ... لَسْتُ مِمَّنْ يَشْتَكي بُخْلَ الوَرى (٢)

[على لسان قلم ناضل عن حق]

" قيلت هذه الأبيات على لسان القلم الذي كان آخر أقلام استعملها الشاعر في الرد على كتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين، وقد أهديت بقية القلم إلى خزانة المرحوم أحمد تيمور بالقاهرة".

سَفَكَتْ دَمي في الطِّرْسِ أَنْمُلُ كاتِبٍ ... وَطَوَتْنِيَ المِبْراةُ إلَّا ما تَرى (٣)

ناضَلْتُ عَنْ حَقِّ يُحاوِلُ ذُو هَوًى ... تَصْويرَهُ للنَّاسِ شَيْئاً مُنْكَرا (٤)

لا تَضْرِبوا وَجْهَ الثَّرى بِبَقِيَّةٍ ... مِنَّي كما تُرْمى النَّواةُ وتُزْدَرَى (٥)

فَخِزانَةُ الأُسْتاذِ تَيْمورَ ازْدَهَتْ ... بِحِلًى مِنَ الْعِرْفانِ تُبْهِرُ مَنْظَرا (٦)

فأَنا الشَّهيدُ وَتلْكَ جَنَّاتُ الهُدى ... لا أَبْتَغي بِسِوى ذُراها مَظْهَرا (٧)


(١) اليراع: القصب، الواحدة يراعة، ويقصد بها: القلم. الطرس: الصحيفة، جمع أطراس وطروس
(٢) الورى: الخلق.
(٣) سفكت: صبّت. الطرس: الصحيفة. المبراة: السكين يبرى به القلم.
(٤) الهوى: العشق يكون في الخير والشر، ويقال: فلان من أهل الأهواء: أي: ممن زاغ عن الطريقة المثلى. المنكر: ما ليس فيه رضا الله.
(٥) الثرى: الأرض. النواة: عجمة التمر ونحوه؛ أي: حبه، أو بزره، جمع نوى ونويات. تزدرى: تُحتقر ويستخف بها.
(٦) تيمور: أحمد تيمور الكاتب والمؤرخ المعروف، وقد مرت ترجمته.
(٧) الشهيد: القتيل في سبيل الله. الذرى: جمع ذروة، والذروة من الشيء: أعلاه.