بحث تاريخي يرى فيه القارئ كيف انتقل فن الأدوية المفردة من اليونانية إلى العربية، وكيف نَمَّاه العرب بتجاربهم ومؤلفاتهم.
اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء، لا يعدل إلى الدواء، ومتى أمكن التداوي بالمفرد، لا يعدل عنه إلى المركب.
ويذكر الكاتبون في سيرة الطبيب أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد ابن وافد الأندلسي:"أنه كان لا يرى التداوي بالأدوية ما أمكن التداوي بالأغذية، أو ما كان قريباً منها، فإذا دعت الضرورة إلى الأدوية، فلا يرى التداوي بمركبها ما وصل إلى التداوي بمفردها، فإن اضطر إلى المركب منها، لم يكثر التركيب، بل اقتصر على أقل ما يمكنه منه".
فشأن الطبيب أن يبحث عن حال الأغذية، والأدوية المفردة، والأدوية المركبة، ولهذا نرى في مؤلفات الأطباء ما يبحث فيه عن الأغذية وما يبحث فيه عن الأدوية المفردة، وما يبحث فيه عن الأدوية المركبة، ولما ندبني مجمع فؤاد الأول لتمثيله في المؤتمر الطبي الذي سينعقد في مدينة الإسكندرية في أيام عيد الأضحى سنة ١٣٦١ هـ، رأيت أن أقدم لهذا المؤتمر كلمة في تاريخ
(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الخامس من المجلد الخامس عشر.