رابعها: أن يقع في نفس الرجل خواطر، فيظنها إلهاماً خصه الله به، وإنما هوالحديث الذي يجري في النفوس من طرق مقطوعة عن منابع الشريعة.
خامسها: الأهواء تأخذ بقلب صاحبها، إلى أن يبتغي الوصول إليها من طريق الدين، فيقرر رأياً على أنه من الدين، وهو يعلم أنه مخالف لما جاء في الكتاب والسنة.
ولا نجهل أن زعماء بعض هذه الفرق قد يقصدون إفساد عقائد المسلمين؛ بإدخال آراء تفسد أصلاً من أصول الدين، أو تبطل حكماً من أحكامه، ومن درس آراء الفرق، لم يتردد في أن كثيراً منها قد وضعه أشخاص يريدون الكيد للإسلام. وأشد ما يظهر هذا الغرض في آراء تراها معارضة لنصوص الدين الصريحة، دون أن يستند صاحبها إلى نقل، أو شيء من العقل.
وقد يكون للسياسة يد في إثارة الأهواء الحاملة على مخالفة الجماعة، وإحداث رأي في الدين؛ والدعوة إليه إلى أن يصير مذهب فرقة من المسلمين.
* الفرق الإِسلامية:
من ينظر في حال الفرق التي لها صلة بالإِسلام يجدها على قسمين:
فرق داخلة في حدود الدين، ومن شأنها أن تتلاقى في جانب من الائتلاف والتناصر على إعلاء شأن الإِسلام.
وفرق خرجت بهم بدعتهم عن حدود الدين، والتحقوا بطوائف المخالفين، ذلك أنهم اعتقدوا ما لا يلتقي بأصل الإيمان في نفس واحدة؛ كالبهائية، واليزيدية، والقاديانية، على ما نبينه بعد -إن شاء الله-.