يعمل الأمان في حياتهم على شاكلة سياسيهم الكبير (بسمارك) القائل: "إن استراح، صدئ". فإذا رأيتهم -لا سيما في غرة النهار- وهم ينتشرون في الأرض بخطاً سريعة. ونشاط، يتمثل لك الجد في أوسع مظهره، وينكشف لك الفرق ما بين العامل والقاعد في أجلى صوره.
وفي بعض إحصائيات ليست ببعيدة أن (٥٢) في المئة من السكان يرتزقون من الصنائع، وأن المعامل المنشأة في شمال المدينة وشرقها تحتوي على أكثر من ثلاث مئة ألف عامل.
لا يلاقي المتجول في أنحاء المدينة -على سعة منطقتها - طائفة تتسول، أو يسمع لها نغمًا، وتخطر لي ذكرى أني لم ألق من السائلين في أشهر الإقامة هناك أكثر من عدد أنامل الكف الواحدة، وهم إما رجل قطع جناحه، أو عجوز بلغت من الكبر عتياً، ولا عجب إذ لم نشاهد كثيراً من العجزة يتكففون؛ فإن في الباب التاسع عشر من قوانينهم المدنية: أن تقوم الحكومة بعيش من قعد به العجز على الاكتساب بنفسه.
* المعاهد العلمية:
تأسست في برلين كلية يعمرها (٢٥٠) أستاذاً، و (٦٠٠٠) تلميذ، ومن شعبها: مدرسة الألسن الشرقية، المنشأة في سنة نيف. ١٨٨٠، ويتعلم في هذه الشعبة نحو (٥٠٠) تلميذ.
والمدارس من غير هذه الكية لم أجد بها حساباً، وإنما عرفت منها مدرسة للصناع بها نحو (٣٠٠٠) تلميذ، ومدرسة للزراعة بها (١٠٠٠) تلميذ، ومدرسة لطب الحيوان بها (٥٠٠) تلميذ، ومدرسة للمهندسين بها (٤٠٠٠) تلميذ.