من أهم جوانب شخصية الشيخ محمد الخضر حسين: شاعريته، وقد مرت بنا خلال الصفحات الماضية نتف من شعره، تدل -بعض الشيء- على مستوى هذه الشاعرية، وعلى الاهتمامات المختلفة والأغراض المتعددة التي عالجها في شعره.
والواقع أن الخضر حسين ابتدأ حياته الأدبية شاعراً قبل أن يبدأها ناثراً، فنحن نجد آثاره الشعرية الأولى أكثر اهتماماً بالحياة العامة، وأطرف أسلوباً، وأميل إلى التجديد والمطالبة بالإصلاح من نثره.
ولكنه سرعان ما انقلب إلى النثر، فعبر عن جميع قضايا الحياة والمجتمع والفكر، تاركاً للشعر بعض المناسبات الخاصة، والجوانب الأكثر التصاقاً بالعاطفة والوجدان والإخوانيات.
ورغم ذلك، فقد ترك الشيخ محمد الخضر حسين مجموعتين كبيرتين من شعره، تكون كل منهما ديواناً كاملاً.
وقد طبعت المجموعة الأولى تحت عنوان "خواطر الحياة"، عام (١٣٦٦ هـ -١٩٤٧ م).
وأعيد طبعها ثانية عام (١٣٧٣ هـ - ١٩٥٣ م)، وشرح هذه الطبعة الشيخ