للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التربية الدينية والشباب (١)

سادتي! نقلب النظر في الأيام الخالية، فنقف على وقائع تحدث عنها التاريخ بإعجاب، ذلك أنها كانت مظهر قوة الفكر، ومتانة العزم.

ومن هذه الوقائع ما رفع أمة من خمول إلى نباهة، أو نقلها من استعباد إلى سيادة، فإذا تجاوزنا الوقائع إلى الأيدي التي هزتها وأطلقتها من عقالها، وجدناها أيدي الشباب الذين يشعرون فيعزمون، ويبصرون الخطر فلا يحجمون.

فذلك أبو مسلم الخراساني نهض بالدعوة العباسية، وزلزل عرش الدولة الأموية، وهو ابن إحدى وعشرين سنة.

وتولى محمد بن القاسم الثقفي قيادة جيش قاتل قبائل ثائرة، فأطفأ ثورتها وهو ابن سبع عشرة سنة، وقال فيه الشاعر:

إن السماحة والمروءة والنَّدى ... لمحمد بن القاسم بن محمدِ

قاد الجيوش لسبع عشرة حجةً ... يا قربَ ذلك سؤوداً من مولدِ

وقد نبّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن الولايات منوطة بالكفاية، وأن الكفاية


(١) كلمة الإمام في مهرجان رابطة الشباب المصري - مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الحادي عشر من المجلد التاسع.