للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[المقدمة]

أصبحتِ (نفطةُ) فوقَ كلِّ لسانِ ... وفَخَرْتِ بـ (الخِضْرِ) عظيمِ الشّانِ

وغدوتِ جوهرةَ الثقافةِ منذ أنْ ... وُلِدَ الإمامُ بحضنِكِ الريّانِ

و (الكوفةُ الصُّغرى) تُسمَّى بعدَهُ ... بـ (الكوفةِ الكبرى) مِنَ الأوطانِ

تتوجّهُ الأنظارُ نحوكِ كلَّما ... ذُكِرَ الإمامُ بمجلسِ الإيمانِ

لكِ في القلوبِ وفي العيونِ مكانةٌ ... ما حازَها بلدٌ من البلدانِ (١)

زهت مدينة "نفطة" أو (الكوفة الصغرى) -كما عُرفت عبر تاريخها العريق - خلال أيام ١٦ - ١٧ - ١٨ جانفي كانون الثاني من عام ٢٠٠٩ م التي انعقدت فيها (الندوة العلمية العالمية الأولى للإمام العلامة محمد الخضر حسين وإصلاح المجتمع الإسلامي)، وارتدت، وتزيّنت بأبهى وأحلى وأجمل حللها القشيبة، وتعلقت على جدرانها العتيقة البديعة لافتاتٌ احتوت ما جَمُلت قراءتُه، وجلّت معانيه من أقوال الإمام الخضر حسين - رضوان الله تعالى عليه -، وبدت في بهجة عيد انتظرته طويلاً.

أقول: برزت "نفطة" من بلاد الجريد - مولد الإمام محمد الخضر حسين - وضاءةَ الوجه، رافعةَ الجبين، تتباهى وتجرُّ ذيول الفخر والاعتزاز بوليدها


(١) هذه الأبيات في ديواني "خماسيات الحسيني".