للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الذين يقرؤون كتابنا هذا، قد يفرغون وفي نفوسهم شيء من أثر الارتياح لهذا النقد الأدبي الذي نعالج به كل مكان من كتاب "في الشعر الجاهلي"، وقد يشعرون مصييين بأننا نتعمد هدم تلك الآراء الحائرة، والأقوال الخادعة، ونقصد إليه في غير رفق ولا لين. وقد يتخوف شركاء المؤلف عواقب هذا الهدم على دعايتهم الخاسئة عامة، وعلى كتب أستاذ الجامعة التي تتصل بهذه الدعاية خاصة.

* سبيل أهل العلم في الشعر الجاهلي:

قال المؤلف في (ص ١٨٢): "فلهؤلاء نقول: إن هذا الشك لا ضرر منه، ولا بأس به، لا لأن الشك مصدر اليقين ليس غير، بل لأنه قد آن للأدب العربي وعلومه أن تقوم على أساس متين، وخير للأدب العربي أن يزال منه في غير رفق ولا لين ما لا يستطيع الحياة، ولا يصلح لها أن يبقى مثقلاً بهذه الأثقال التي تضر أكثر مما تنفع، وتعوق عن الحركة أكثر مما تمكن منها".

الشعر الذي يضاف إلى الجاهليين ثلاثة أنواع:

أحدها: ما لا يختلف الرواة في نسبته إلى قائل، ولم نلمح في لفظه أو معناه ما يخدش هذه النسبة المجمع عليها، فهذا صالح لأن يستشهد به في اللغة، ولأن يؤخذ به في استطلاع حياة الجاهلية؛ حيث يكتفى في مثل هذا بمراتب الظنون قوية أو ضعيفة.

ثانيهما: ما يخالف في نسبته إلى قائله بعض الرواة المعتدّ بخلافهم، ويذهب إلى أنه منحول، وهذا إن جاء من طريق عربي مطبوع، بقي صالحاً للاستشهاد به في اللغة من غير خلاف، ولكنه يقصر عن أن يريك من حياة