للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا كان تاريخ الأدب يُعيَّر بمثل هذه الكلمة الساذجة، فمن الجائز أن يأتي آخر ويقول: وفي الحق أن ما قاله المؤلف ليس بشيء، فلا يلبث الأدب أن يعود إلى تاريخه القديم.

* قصة ابن قميئة وقصيدته في عمه:

أتى المؤلف بقصة عمرو بن قميئة، وقصيدته التي يعتذر بها لعمه.

ثم قال في (ص ١٥٧): "ونظن أن النظر في هذه القصة، وفي هذه القصيدة يكفي ليقتنع القارئ بأننا أمام شيء منتحل متكلف، لا حظّ له من صدق".

القصة واردة في كتاب "الأغاني" (١)، ولم يكن في سياقها ما يقتضي المبادرة إلى إنكارها، كما أن طريق روايتها لا يبلغ من الشدة أن يفيد علماً، أو ظناً قريباً منه، فهي محتملة لأن تكون واقعة، وراويها أبو عمرو الشيباني، ومؤرج، وهذا يرويها عن جماعة كثيرة من قيس بن ثعلبة قبيلة عمرو بن قميئة، ولو كان السند بيننا وبين مؤرج متصلاً متيناً، لكنا من صحة القصة على ظن قريب؛ لأن مؤرجاً ممن يوثق بروايته، وتلقيه لها عن جماعة من قبيلة عمرو يدل على أن القصة دائرة على ألسنتهم، مستفيضة فيما بينهم.

أما القصيدة فقد حكم المؤلف بانتحالها مستنداً إلى أن فيها سهولة وليناً، وإذا لم يكن يعرف من عمرو بن قميئة إلا اسمه، فما أدراه أنه لا ينظم في سهولة ولين؟

* أبيات لابن قميئة:

تعرض المؤلف إلى الشعر الذي يقال: إن عمرو بن قميئة أنشأه لما


(١) (ج ١٦ ص ١٦٤).