للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* بحث في قولهم: طاعة الأئمة من طاعة الله:

وجاء المؤلف بعد هذا بقطع التقطها مما قيل في احترام الخليفة، ومحض النصيحة له، وحيث إنه أتى بها كمقدمات، بني عليها استعظام القوة التي توضع في يد الخليفة، واستنكارها حسبما انجرّ إليه البحث في (ص ٦)، وجب أن نطارحه الحديث فيما يراد منها، أو في أهلية قائليها, لأن يوثق بهم، أو يحتج بأقوالهم.

قال المؤلف عازياً إلى "حاشية الباجوري (١) على الجوهرة": "عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا ظاهراً وباطناً". وعلله بقول أبي هريرة (٢) أخذاً من "العقد الفريد": "إن طاعة الأئمة من طاعة الله، وعصيانهم من عصيان الله".

نتحدث مع المؤلف فيما عزاه إلى أبي هريرة، فنذكره بأن "العقد الفريد" كتاب أدب، لا يليق برجل يبحث في موضوع ديني أن يستند إلى شيء مما ينقله ذلك الكتاب عن صحابي أو غيره. وإذا أباح لنفسه الاستشهاد بما بين دفتي "العقد الفريد"، فلا يحق له بعد هذا أن يعمد إلى أحاديث في "صحيحي البخاري ومسلم" يراها واقفة في سبيل بعض اَرائه، فيقول: لنا أن ننازع في صحتها. وأصل خبر أبي هريرة في الصحيفة التي رمز إليها المؤلف من "العقد الفريد": "لما نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: ٥٩]، أمرنا بطاعة الأئمة، وطاعتهم من طاعة الله، وعصيانهم


(١) (ص ٣).
(٢) عبد الرحمن بن صخر الدوسي، أبو هريرة، صحابي جليل (٢١ ق. هـ - ٥٩ هـ = ٦٠٢ - ٦٧٩ م)، وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ٥٣٧٤ حديثاً. توفي بالمدينة المنورة.