إن أوسع ميدان من الميادين الإِسلامية العديدة التي خاض غمارها فضيلة الإِمام الأكبر المصلح المجاهد المرحوم محمد الخضر حسين - رضوان الله عليه - هو ميدان: مجلة "الهداية الإِسلامية"، تلك المجلة الخالدة التي غذاها بعلمه النافع الغزير، وعمله الخالص الجاد طيلة مرحلة من عمره الطاهر امتدت ثلاثة وعشرين عاماً أو يزيد.
لقد أصدر الإِمام خلال حياته العلمية الحافلة بجلائل الأعمال مجلتين إسلاميتين عظيمتين هما:"السعادة العظمى" في تونس عام ١٣٢٢ هـ، و"الهداية الإسلام" في القاهرة عام ١٣٤٧ هـ. وترأس تحرير مجلتين إسلاميتين كبيرتين هما:"نور الإِسلام"، والمعروفة الآن باسم مجلة "الأزهر"، و"لواء الإِسلام" في القاهرة. إلى جانب المشاركة بالقلم في العديد من مجلات العالم الإسلامي.
ولما كانت مجلة "الهداية الإِسلامية" التي صدر العدد الأول منها في جمادى الثانية من عام ١٣٤٧ هـ بالقاهرة، وتابعت صدورها ما يزيد على ثلاث وعشرين سنة برئاسة الإِمام، وإشرافه العلمي، وتوجيهه القيم، هي الناطقة باسم "جمعية الهداية الإِسلامية" التي أنشأها الإِمام الأكبر مع جمهرة من كبار العلماء المسلمين بالقاهرة، وذلك في اليوم الثالث عشر من شهر