إلى العلامة الجليل السيد محمد الخضر حسين بمناسبة سفره إلى الأقطار الحجازية (١)
محمد صادق عرنوس
سافرْ إلى الحجِّ ميموناً بك السفرُ ... واقْضِ المناسكَ مزهواً بكَ الحجرُ
جاهدتَ في الله فانزِلْ في ضيافتِه ... لك المثوبةُ والإكبارُ والظفرُ
إن الصفا مذ نويتَ الحجَّ مغتبطٌ ... لزَوْرة العالم الرِّبِّيِّ منتظرُ
وهلْ رأى منذ حين في مواسمِه ... كموسم حجَّ فيه السيدُ الخَضِرُ
هذا النحيفُ المغالي في تواضعِه ... به الحنيفيةُ البيضاء تفتخر
كم ذاد عنها أعاديها بمفرده ... في موقفٌ تتحاشى مثله الزُّمَرُ
فلم تصب منهمُ يوماً بكارثةٍ ... إلا وكان له في دفعها أثرُ
كأنه ديدبانٌ في حراستِها ... هيهات يثنيه عن إنقاذها وَطَرُ
إقرأ له الردَّ بعد الردِّ يرسلُه ... على العدا أين منه الصّارِمُ الذَّكَرُ
في قابي لم يطُفْ هجزٌ بساحته ... لكنّه من صميم الحقِّ منحدرُ
(١) مجلة "الفتح" العدد ٣٣٨ - السنة السابعة - الصادر في ٤ ذي الحجة ١٣٥١ هـ - قصيدة للشاعر الإسلامي الكبير محمد صادق عرنوس بمناسبة سفر الإمام محمد الخضر حسين لأداء فريضة الحج عام ١٣٥١.