حديث لفضيلة الأستاذ الأكبر في احتفال الأزهر بالمولد النبوي الشريف (١)
يحتفل العالم الإسلامي اليوم بمولد الإنسان الكامل، الذي اختاره الله لحمل أكمل رسالاته إلى البشر كافة، فكان هذا الحادث في تاريخ الإنسانية الحد الفاصل بين الحق مموهاً باهواء المتغلبين، ومطامع المغالطين، وأغراض الظالمين، فهو لذلك عرضة للتغيير والتبديل، وبين الحق الأبلج النقي من شوائب الأهواء والمطامع والأغراض، فهو لذلك ثابت خالد إلى يوم الدين.
إنه احتفال بمولد الحق مجرداً خالصاً صافياً، ويدعوة الخير عامة شاملة كاملة.
إنه احتفال بانتقال الإنسانية من عهد طفولتها ورعونتها، إلى ما ينبغي لها عند اكتمال نضجها وبلوغها عهد رشدها.
كل ذلك مما يحتفل به العالم الإسلامي اليوم، إذ يحتفل بمولد خاتم رسل الله محمد- صلوات الله وسلامه عليه -.
وقد كرمه ربه بما حف به ولادته من أصالة النسب، وصفاء الفطرة، وسلامة الخلق. ثم استرضع في بني سعد بين أخبية البادية وآفاقها، فازدادت آصرته بالبيئة السعيدة البعيدة عن شوائب المجتمع، وكان كلما شب بعد
(١) مجلة "الأزهر" الجزء الرابع -المجلد الرابع والعشرون، غرة ربيع الأول-١٣٧٢ هـ = ديسمبر كانون الأول ١٩٥٢ م.