للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"الضرر يزال"، و"المشقة تجلب التيسير"، و"الأعمال بمقاصدها"؟.

وإذا كانت آية صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - باقية، ودينه قيماً، وشريعته كافلة لمصالح العصور ما تجددت، كان ختمه للنبوة على وفق الحكمة البالغة، قال الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: ٤٠].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبوة" (١).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي، ولا نبي (٢) "، إلى غير هذا من الأحاديث البالغة مبلغ التواتر المفيد للقطع.

ومن قرأ التاريخ في الزمن البعيد أو القريب، ومرّ فيه على قصص الأشخاص الذين ادعوا النبوة من بعده - عليه الصلاة والسلام -، وجدهم أخف الناس عقولاً، وأسخفهم أقوالاً، وأبعدهم عن الفضل مكاناً، وسرعان ما تنكشف سرائرهم، ويظهر - حتى لغير النبهاء من الناس - زورهم، وتنتهي بالخيبة دعايتهم، ولا يبقى من آثارهم سوى نوادر يتفكه بها السّمار ترويحاً عن خواطرهم.

* خلقه - عليه الصلاة والسلام - وآدابه:

أدلك على أخلاقه العظيمة، وآدابه السنية بكلمة: هي أن كل خلق عظيم، أو أدب سني ورد في القرآن الحكيم، قد تحلى به الرسول الاكرم، وصار مثاله الأكمل الذي يتأسى به مريدو الفضيلة، وبغاة الأدب النبيل.


(١) "صحيح الإمام مسلم ".
(٢) الترمذي.