مني التلامذة، فقضينا أمداً في محاورة علمية بحسب ما تجذب إليه المناسبة، ثم ذهبنا نتجول في المناهج والأسواق، ومن رفقائنا: الشيخ محمد الصالح الشواشي، والسيد محمود بن رشيد التونسي، حيث برزنا إلى جسر ممدود على وادي النيل، وعبرناه إلى حديقة ناضرة، فذكرت قول صلاح الدين الصفدي:
رأيت في أرض مصر مذ حللت بها ... عجائباً ما رآها الناس في جيلِ
تسودّ في عيني الدنيا فلم أرها ... تبيضّ إلا إذا ما كنت في النيل
وقلت:
عبرت على جسرٍ أرى النيل تحته ... إلى روضة فاشتقت منْهَلَ زغوانِ (١)
صراط وفردوس وسلسال كوثرٍ ... وما قيظُ أشواقي سوى وهج نيرانِ
* صلاة الجمعة بالأزهر:
شهدت صلاة الجمعة بالجامع الأزهر، والخطيب من أبناء الشيخ السقا صاحب الخطب الشهيرة، فكان موضوع الخطبة: فضل ليلة النصف من شعبان، ولكنه ألقاها بصوت جهير في هيئة مرتجل دون أن يمسك في يده ورقة، وحينما شرع في دعاء الخطبة الثانية، أخذ ينزل من موقفه الأعلى، فانتهى من الدعاء عند الدرجة السفلى من المنبر.
أجبنا دعوة الشيخ محمد عبان القيرواني، وناولنا كؤوساً من الشاهي، وهو يلتمس العذر؛ كأنه يعد نفسه مقصراً في الضيافة، فأنشدته قول الصاحب ابن عباد: