وقد وجد المحار اللؤلؤي في كثير من الأنهار المنحدرة من جيال بريطانيا وكندا، ولكنه دون اللآلئ البحرية جنساً وقدراً.
وأشهر مغاص واقع عند ثغور الخليج الفارسي، والبحر الأحمر، وشواطئ جزيرة العرب، والبحر الهندي، وأستراليا، وبناما، وكاليفورنيا، وفينزويلا، وجزيرة مرغريتا، ويختلف ذوق الناس في لونه، فالأورييون يؤثرون الأحمر، والهنود وسائر من جاورهم يستحسنون الأصفر، وغيرهم وغيرهم.
* مكانة العلم:
عرض الكلام في شأن العلم، وكيف أدركت الأمم الشاعرة قيمته، فذكر بعضهم أن امرأة أميركانية ألّفت رواية، فاشتراها منها أحد أصحاب المطابع الأمريكانيين بثلاثة آلاف وسبع مئة وخمسين جنيهاً، وكذلك كانت الأمة الإسلامية قبل هذا تشعر بحقيقة العلم، وتمهد العقبات المعترضة في سبيل الطالبين؛ فقد حكى ابن السبكي في "الطبقات": أن أبا نعيم الأصبهاني المتوفى في محرم سنة ٤٣٠ هـ، لما صنف كتاب "الحلية"، وحمل إلى نيسابور حال حياته، اشتروه بأربع مئة دينار.
ذكرنا لهم: أن الشيخ ابن عرفة حكى في درس تفسيره: أن أحمد بن يوسف السلمي الكتاني قال: قلت لشيخنا ابن عصفور: لم أكثرت من الشواهد في شرحك للإيضاح على "كأين"؟ قال: لأني دخلت على الأمير أبي عبد الله المنتصر، فألفيت ابن هشام خارجاً من عنده، فأخبرني أنه سأله عما يحفظ من الشواهد على قراءة "كأين"، فلم يستحضر غير بيت "الإيضاح":
وكأين بالأباطح من صديق ... يراني لو أصبت هو المصابا
قال ابن عصفور: فلما سألني أنا، قلت: أحفظ فيها خمسين بيتاً، فلما