في الاصطلاح، وهو شهود اتحاد تعلق الموجودات كلها به -جلّ وعلا-؛ إذ هي به موجودة لا بنفسها، وهذا هو المسمّى عندهم: بالفناء في التوحيد، كما صرح به الشيخ أبو حامد الغزالي في كتاب: الصبر في "إحيائه".
ولا يبعد أن تكون طائفة قد انتمت إلى الإسلام ظاهراً، واستعارت لباس الصوفية، لما علمت من مكانتهم في معتقد الأمة، وأخذت تبث هذه المقالات الناقضة لأساس الدين، وهذا الشيخ محيي الدين بن عربي، الذي هو أبعد الصوفية مرمى في هذا المقام يقول في (صحيفة ٣٩) من أول "فتوحاته": "تعالى الله أن تحله الحوادث، أو يحل في الحوادث".
وحدثني خالنا الأستاذ: أن راغب باشا لما أنشأ هذه المكتبة، فكر ليضع لها تأريخاً، ففطنت به امرأة عارفة، فقالت:"فيها كتب قيمة (١) "، فكانت هذه الجملة تأريخ تأسيس المكتبة، وقد رسموها في لوح معلق الآن في ناحية بابها.
* الخطباء من الترك:
شهدت الجمعة بالجامع الذي أنشأه السلطان عبد الحميد إزاء قصر "يلدز" ثم جامع "آية صوفيا"، ثم جامع الشيخ ظافر.
لا يبسط الخطباء من الترك في الموعظة، وإنما يأتي الخطيب بالديباجة من حمد وصلاة ورضا عن الصحابة، ثم يلقي جملة فيها أمر بالتقوى، ويضيف إليها حديثاً أو آية. وذاكرت في هذا أحد الأساتذة، وقلت: لعلهم يراعون أن غالب الحاضرين لا يفهمون العربية، فيقتصرون على القدر الذي يتم به نصاب الخطبة؟ فقال: كان هذا من أثر العصر السالف حيث يخشى من استطالة الخطبة أن تبث فيها آراء سياسية.